الاختلاف الحقيقي بين السعادة والتعاسة
ذات يوم سأل رجل أحد الحكماء عن الفرق بين السعادة والتعاسة . فقال الحكيم : سوف أريك كيف يشعر الناس بالتعاسة . ودخلا حجرة بها مجموعة من الناس يجلسون حول إناء كبير به طعام . لقد كانوا جميعاً يتضوّرون جوعاً ، لكنهم يائسون من عدم استطاعتهم تناول الطعام ، على الرغم من أن كلاًّ منهم يمسك بملعقة يمكن لها أن تصل للإناء ، ولكن كل ملعقة بها ذراع يفوق كثيراً ذراع أي منهم ، حيث لا يمكن لهم استخدام هذه الملاعق لتوصيل الطعام إلى أفواههم . فكم كانت المعاناة الشديدة !
وقال الحكيم بعد برهة : هيا ، سوف أريك الآن كيف يشعر الناس بالسعادة . ودخلا حجرة أخرى مطابقة تماماً للحجرة الأولى : إناء الطعام ، مجموعة الناس ، الملاعق نفسها ذات الأذرع الطويلة . لكن الناس كانوا جميعاً سعداء .
قال الرجل متعجباً : لا أستطيع فهم ذلك ، كيف يمكن لهؤلاء أن تغمرهم كل هذه السعادة هنا في حين أن الآخرين يغمرهم إحساس البؤس والتعاسة على الرغم من تشابه كل الظروف ؟!
وهنا ابتسم الحكيم قائلاً : آه . إن السعادة هي أنهم تعلموا كيف يطعم كلٌّ منهم الآخر
....................................................................................................
ولكن ماذا نفعل عندما يرفض من حولنا حتى بان يفكروا ان يتعلموا كيف يطعموننا بملاعقهم بالرغم من كل ما قدمناه لهم ؟؟؟؟ هنا تكمن التعاسة .....................ء
ولكني ارى انه في حالة كهذه يجب علينا ان نرضى بواقعنا ونعيش وحيدين بهمومنا ومشاكلنا ,نكبتها في صدورنا ,ونحافظ على كرامتنا مع عدم تغير اخلاقنا ...فحتى لو رفض من حولنا تعلم العطاء ...فلا يحق لنا ان نتخلى عنه
يقول الشاعر "ايليا ابو ماضي "
قال السماء كئيبة ! وتجهما
قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما !
قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم
لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !!
قال: التي كانت سمائي في الهوى
صارت لنفسي في الغرام جــهنما
خانت عــــهودي بعدما ملكـتها
قلبي , فكيف أطيق أن أتبســما !
قلـــت: ابتسم و اطرب فلو قارنتها
لقضيت عــــمرك كــله متألما
قال: الــتجارة في صراع هائل
مثل المسافر كاد يقتله الـــظما
أو غادة مسلولة محــتاجة
لدم ، و تنفثـ كلما لهثت دما !
قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها
وشفائها, فإذا ابتسمت فربما
أيكون غيرك مجرما. و تبيت في
وجل كأنك أنت صرت المجرما ؟
قال: العدى حولي علت صيحاتهم
أَأُسر و الأعداء حولي في الحمى ؟
قلت: ابتسم, لم يطلبوك بذمهم
لو لم تكن منهم أجل و أعظما !
قال: المواسم قد بدت أعلامها
و تعرضت لي في الملابس و الدمى
و علي للأحباب فرض لازم
لكن كفي ليس تملك درهما
قلت: ابتسم, يكفيك أنك لم تزل
حيا, و لست من الأحبة معدما!
قال: الليالي جرعتني علقما
قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما
طرح الكآبة جانبا و ترنما
أتُراك تغنم بالتبرم درهما
أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟
يا صاح, لا خطر على شفتيك أن
تتثلما, و الوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى
متلاطم, و لذا نحب الأنجما !
قال: البشاشة ليس تسعد كائنا
يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما
قلت ابتسم مادام بينك و الردى
شبر, فإنك بعد لن تتبسم
اتمنى ان يتغير هذا لاواقع المرير
شكرا